تعريف بالجزائر: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، دولة عربية تقوم على ثوابت وطنية هي الإسلام والعروبة والأمازيغية والأرض والتاريخ الطويل والثقافة المشتركة التي تجمع الأمة الجزائرية. - تلقب الجزائر ببلد المليون ونصف المليون شهيد، نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني المجيدة المسقية بدمائهم الطاهرة، والتي دامت سبع سنوات ونصف، وتلقب تاريخيا بأرض الاسلام نظر لتعلق شعبها بالإسلام وإنطلاق الفتوحات الإسلامية منها نحو إفريقيا والأندلس. اللغة: العربية والأمازيغية كلغات وطنية، واللغة العربية كلغة رسمية. الدين: الإسلام. عدد السكان يقارب 38 ونصف مليون نسمة.
     Contact
     Page sd'accueilBoboussemghounussemghggoلاubbhhhbbnbbbffd
     كوكب الارض
     Livre d'or
     photo1 صور
     الكومبيوتر
     القنبلة الهدروجينية
     ستيف هوكينج stephen hawking
     ما هى الماسونية و اسرارها
     ما معنى الانترنت
     الفرق بين النجم و الكوكب و القمر
     ما هو الجيل الثالث للهاتف النقال
     البرت اينشتاين
     ابى الطيب المتنبى
     الشيعة
     البهائية تاريخها و افكارها
     العشر المبشرون بالجنة
     الكعبة و اطوالها
     كوكب المريخ
     oil shale الزيت الصخرى
     أطلانطس
     البرت اينشتين والنظرية النسبية
     تعريف اليورانيوم
     ما معنى المجرة
     مصدر الحديد
     الامم المتحدة
     خط غرينيتش
     photo2
     فوائد الرمان


بوسمغون هي إحدى دوائر ولاية البيض التي تحمل الرقم 32 في ترتيب ولايات الجزائر وهذا منذ التقسيم الاداري للجزائر سنة 1985.تحدها شمالاً بلدية الشلالة ، من الشمال الشرقي بلدية المحرة ، من الجنوب الشرقي بلدية الأبيض سيدي الشيخ ، من الجنوب بلدية البنود و من الغرب بلدية عسلة التابعة لولاية النعامة .تضم هذه الدائرة بلدية واحدة هي بلدية بوسمغون ، و هي تبعد بنحو 20 كلم تقريباً عن الطريق الوطني رقم 47 الرابط بين الطريق الوطني رقم 6 و الطريق الوطني رقم 6A.أما مساحتها فتقدر بحوالي 500 كلم2. جغرافياً تقع بوسمغون في غرب الهضاب العليا للجزائر و هي تقع وسط جبال القصور التي هي جزء من سلسلة الأطلس الصحراوي الممتدة من المغرب الأقصى إلى تونس مروراً بالأراضي الجزائرية.هذه الجبال تتميز داخل الجزائر بارتفاعها المتوسط الذي يتراوح بين 2500 و 3500 م فوق سطح البحر.ترتفع أراضي بوسمغون بـ 1199 م فوق سطح البحر و هذا ما جعلها تنتمي إلى أراضي الهضاب العليا المحصورة بين سلسلتي الأطلس التلي و الأطلس الصحراوي.تحاصر بوسمغون كتل جبلية من كل الجهات تقريباً و أبرزها جبل تامَدَّة من الشرق و جبل تانوت من الغرب مما أثر في طبيعتها و مناخها معاً. و أما فلكياً فهي تقع تقريباً عند تقاطع خط غرينتش و درجته 00 و دائرة العرض 032.هذا الموقع الفلكي جعل مناخ بوسمغون مناخاً انتقالياً بين المناخين الصحراوي و المتوسطي، فهو من جهة حار جاف في الصيف و عكس ذلك في الشتاء حيث هو أكثر رطوبة و أمطاراً ، و بسبب ارتفاع السطح فالجو عادة ما يكون بارداً جداً في الكثير من أيام الشتاء. في ما يخص الطبيعة تمتاز أراضي بوسمغون بكونها أراضٍ رعوية كغيرها من أراضي الهضاب العليا في الجزائر نتيجة نمو الأعشاب و الحشائش التي هي الغذاء الطبيعي و المفضل للأغنام ، الأمر الذي جعل تربية الأغنام إلى جانب الزراعة المعيشية النشاطين الاقتصاديين الأولين لمعمِّري المنطقة.لقد عرف الغطاء النباتي الطبيعي في بلدية بوسمغون تدهوراً كبيراً في السنوات العشرين الأخيرة بسبب زحف الرمال ، الجفاف و الرعي الفوضوي و لا توجد أية إشارات ايجابية حول عودة الغطاء النباتي إلى سابق عهده نتيجة استفحال ظاهرة التصحر و غياب آليات المراقبة الصارمة لعمليات الرعي و الرعاة. بمحاذاة البلدة من الجهة الغربية يمر وادي موسمي الجريان سمح بقيام واحة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسكان و شكلت نمط عيشهم و كانت إحدى العوامل الرئيسية التي ساعدتهم على الاستقرار.تضم هذه الواحة مساحات واسعة نوعاً ما من الأراضي الصالحة للزراعة سمحت لأهل البلدة بممارسة الزراعة منذ فترة بعيدة و ذلك لتوفير كل حاجياتهم الغذائية.تنبت في أراضي الواحة أنواع مختلفة من الخضر و الفواكه نذكر منها الرُّمان ذو الجودة العالية و التمور ذات الذوق الرفيع و هما اللذان صنعا شهرة بوسمغون (من أجل تفاصيل أكثر حول الواحة راجع صفحة " الواحة و الزراعة " في الموقع). بلغ عدد سكان بوسمغون 3908 نسمة حسب الاحصائيات الرسمية في أبريل 2008 ، أغلبهم من البربر و هم السكان الأصليون ، و الباقي ينتمون إلى قبائل عربية مختلفة من البدو الرحل بدأوا شيئاً فشيئاً بالانتقال إلى البلدة و البلديات المجاورة لأسباب مختلفة.يتكلم السكان البربر اللغة البربرية أو الأمازيغية التي بقيت راسخة فيها إلى يومنا هذا رغم التأثير العربي الكبير الذي جعل اللغة البربرية تندثر تقريباً في البلديات الأخرى المجاورة لها مثل بلديات الشلالة ، عسلة ، مغرار ، تيوت و سفيسيفة...منقول


العلم و المعرفة - الشيعة



الشيعة

 

فالشيعة بالمعنى اللغوي هم الأتباع والأنصار وقد غلب هذا الإسم على أتباع علي عليه السلام حتى اختص بهم وأصبح إذا أطلق ينصرف إليهم


وبهذا المعنى اللغوي استعمل القرآن الكريم لفظة الشيعة كما في قوله تعالى : * ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) * 83 الصافات وكقوله تعالى : * ( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) * 15 القصص .

التشيع إصطلاحا : هو : الإعتقاد بآراء وأفكار معينة وقد اختلف الباحثون في هذه الأفكار والآراء كثرة وقلة وسيمر علينا ذلك مفصلا فالتشيع بالمعنى الثاني أعم منه بالمعنى الأول : وبينهما من النسب عموم وخصوص مطلقا والعموم في جانب التشيع بالمعنى الثاني لشموله لكل منهما .

وانطلاقا من كون التشيع اعتقادا بآراء معينة ذهب العلماء والباحثون تبعا لذلك إلى تعريفه على اختلاف بينهم في سعة مدى هذه التعاريف وضيقه وإليك نماذج من تعريفاتهم : 
 

 

( 1 ) صحاح الجوهري ج3 ص 156 ، وتاج العروس ولسان العرب مادة شيع . ( * )

 

 

- ص 12 -

 1 - الشهيد الثاني في كتابه شرح اللمعة قال : " والشيعة من شايع عليا - أي اتبعه وقدمه على غيره في الإمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة ، فيدخل فيهم الإمامية والجارودية من الزيدية والإسماعيلية غير الملاحدة منهم والواقفية والفطحية " ( 1 ) .

 2 - الشيخ المفيد في كتاب الموسوعة كما نقله عنه المؤلف قال : " الشيعة هم من شايع عليا وقدمه على أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله واعتقد أنه الإمام بوصية من رسول الله أو بإرادة من الله تعالى نصا كما يرى الإمامية أو وصفا كما يرى الجارودية " . وقد نقل هذا المضمون نفسه كامل مصطفى الشيبي في كتابه الصلة ( 2 ) .

 3 - الشهرستاني في الملل والنحل قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصاية أما جليا وأما خفيا واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده " ( 3 ) .

 4 - النوبختي في كتابه الفرق قال : " الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمن النبي ومن وافق مودته مودة علي " ( 4 ) .

 5 - محمد فريد وجدي في كتابه دائرة معارف القرن العشرين قال : " والشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري

 

( 1 ) شرح اللمعة ج2 ص 228 . 
( 2 ) 
موسوعة العتبات المقدسة المدخل ص 91 .

( 3 ) الملل والنحل ص 107 . 
( 4 ) 
فرق الشيعة . ( * )

 

 

- ص 13 -

قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم " ( 1 ) .

هذه النماذج من التعريفات إنما قدمتها لنعرف ما هي مقومات التشيع في نظر الباحثين ، وقد تبين من بعضها : الإقتصار على وصف الشيعة بأنهم يقدمون عليا على غيره لوجود نصوص في ذلك أو وجود صفات اختص بها ولم تتوفر لغيره والواضح من ذلك أن جوهر التشيع هو الالتزام بإمامة علي وولده وتقديمه على غيره لوجود نصوص عندهم في ذلك وينتج من ذلك الالتزام بأمرين : 
الأول : بما أن الإمامة وليدة النصوص فهي امتداد للنبوة يترتب عليها ما يترتب على النبوة من لوازم عدى الوحي فإن نزوله مختص بالأنبياء .

والثاني : أن الإمامة لا تتم بالانتخاب والاختيار وإنما بالتعيين من الله تعالى فهو الذي ينص على الإمام عن طريق النبي ، وإنما يختاره لتوفر مؤهلات عنده لا توجد عند غيره .

أما الزيادة على ما ذكرناه والتي وردت في التعريفات التي نقلناها والتي قد توجد في كتب الشيعة الأخرى فهي مستفادة من أخبار وهي أعم من كونها من أصول المذهب أو من أصول الإسلام كما سنرى ذلك فيما يأتي أن الغرض من هذه الإشارة هو إلقاء الضوء على نقطة يؤكد عليها الباحثون عند استعراضهم لذكر الشيعة وعقائدهم : ألا وهي التأكيد على إدخال آراء أريد لها أن تكون خيوطا تصل بين التشيع واليهودية ، أو النصرانية ، أو الزندقة ، ومحاولة إيصال التشيع لعرقيات معينة ، وهي محاولة لا تخفى على أعين النقاد بأنها غير موضوعية ، إن هذه المحاولة تريد تصوير التشيع بأنه تطور لا كما تتطور العقائد والمذاهب الأخرى ، وفي التوسع وقبول الإضافات السليمة نتيجة تبرعم بعض الآراء وإنما هو تطور غير سليم وغير نظيف أفسد مضمون التشيع .

 

( 1 ) دائرة المعارف ج 5 ص 424 . ( * )

 

 

- ص 14 -

وسأستعرض بعض هذه الأقوال لتكون مجرد مؤشر على هذا الإتجاه وسأعقب عليها بما أراه :

تطور التشيع

 1 - رسم الدكتور عبد العزيز الدوري هذا التطور عن طريق تقسيمه للتشيع إلى روحي بدأ أيام النبي عليه الصلاة والسلام وسياسي حدث بعد مقتل الإمام علي ، وقد استدل لذلك بأن التشيع بمعناه البسيط دون باقي خواصه الاصطلاحية قد استعمل في صحيفة التحكيم التي نصت على شيعة لعلي وشيعة لمعاوية مما يعطي معنى المشايعة والمناصرة فقط دون باقي الصفات والأبعاد السياسية التي حدثت بعد ذلك ( 1 ) .

 2 - محمد فريد وجدي في دائرة المعارف قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الصغائر والكبائر والقول بالتولي والتبري قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم وهم خمس فرق : " كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية " وبعضهم يميل في الأصول إلى الاعتزال وبعضهم إلى السنة وبعضهم إلى التشبيه " ( 2 ) .

إن هذه المقتطفة من فريد وجدي سبق أن ذكرت قسما منها في التعريف بالتشيع ، وذكرت هنا المقتطفة بكاملها ليتضح منها أن مضمونها يغطي التشيع منذ أيامه الأولى حتى الآن لأن من الواضح أن هذه المضامين لم تولد دفعة واحدة وإنما دخلت لمضمون التشيع تدريجا ، وقد خلط فريد وجدي فيها بين السمات والمقومات وجعل من ليس من الشيعة منهم ونسب لهم ما هم منه براء ولا أريد أن أتعجل الرد عليه فستمر علينا أمثال هذه النسب والرد عليها في مكانها من الكتاب .

 

( 1 ) مقدمة في تاريخ صدر. الإسلام ص 72

( 2 ) دائرة معارف فريد وجدي ج 5 ص 424 . ( * )

 

 

- ص 15 -

 3 - الدكتور كامل مصطفى في كتابه الصلة قال : " ويتضح بعد ذلك أن التشيع قد عاصر بدء الإسلام باعتباره جوهرا له ، وأنه ظهر كحركة سياسية بعد أن نازع معاوية عليا على الإمارة وتدبير شؤون المسلمين ويتبين بعد ذلك أن تبلور الحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان بعد قتل الحسين عليه السلام مباشرة وإن كانت الحركة سبقت الاصطلاح وبذلك يمكننا أن نلخص هذا الفصل في كلمة بيانها أن التشيع كان تكتلا إسلاميا ظهرت نزعته أيام النبي وتبلور اتجاهه السياسي بعد قتل عثمان واستقل الاصطلاح الدال عليه بعد قتل الحسين ( 1 ) . 
وواضح من هذا النص أن التشيع مر بأدوار تطور فيها كما يقول كامل :

 4 - الدكتور أحمد أمين قال : " إن التشيع بدأ بمعنى ساذج وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية وقرابته للنبي ، ولكن هذا التشيع أخذ صيغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية ، وحيث أن أكبر عنصر دخل في الإسلام الفرس فلهم أكبر الأثر بالتشيع " ( 2 ) ، وواضح هنا مما ذكره أحمد أمين أن التشيع تطور لا بشئ من داخله وإنما بإضافات واسباغ من عناصر أخرى دخلت الإسلام واختارت التشيع فنقلت ما عندها من أفكار وعقائد إليه حتى أصبحت جزءا منه وإن الفرس بالذات تركوا بصماتهم على المذهب أكثر من غيرهم كما يريد أحمد أمين أن يصوره ، وهو زعم أخذه أحمد أمين من غيره وغيره أخذه من غيره وهكذا حتى أوشك أن يصبح من الأمور المتسالم عليها عند الباحثين وقريبا سأوقفك على زيف هذه الدعوى والهدف من الإصرار على ربط التشيع بالفارسية شكلا ومضمونا .

 5 - الدكتور أحمد محمود صبحي قال :

 

( 1 ) الصلة بين التصوف والتشيع ص 23 .

( 2 ) فجر الإسلام ص 276 . ( * )

 

 

- ص 16 -

" - بعد ذكر الرواد من الشيعة - والتشيع بالنسبة للشيعة المتأخرين مثل الزهد في عصر الرسول والخلفاء الراشدين والفرق بينه وبين التصوف الذي شابته عناصر غنوصية وتأثر بتيارات فكرية متباينة كما عرف لدى محيي الدين ابن عربي والسهروردي مثلا " ( 1 ) .

وبعد أن استعرضنا هذه الأمثلة من أقوال الكتاب التي فرقوا بها بين التشيع في الصدر الأول وما تلا ذلك من عصور أود أن أعقب على ذلك بما يلي :
 1 -
أن كمية الأفكار والمعتقدات في المضمون الشيعي تتسع في الأزمنة المتأخرة عما كانت عليه في الصدر الأول دون شك في ذلك ولكن هذه الزيادة ليست أكثر من المضمون الأصلي للتشيع وإنما هي تفصيل وبيان لمجمله ، إنها ليست بإضافة أجزاء وإنما هي ظهور جزئيات انطبق عليها المفهوم الكلي للتشيع وقد ظهرت هذه الجزئيات بفعل تطور الزمن ، وكمثال لذلك : موضوع النصوص التي وردت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارة لفضل الإمام علي أم أنها على شكل يلزم المسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصية له بالخلافة وتبعا لذلك هل أن هذه الإمامة تقف عند حد المؤهلات أم أن الإمام يجب أن يكون النموذج المثالي فيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناس وهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره ، وكل هذه الأمور داخلة في صلب موضوع الإمامة وليست هي بأمور زائدة على الموضوع بل اشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادة أعداد وأنواع معتنقي المذهب .

 2 - إن مثل هذا التطور كمثل كل تطور حدث ، ومن ذلك تطور الإسلام بصفته مقسما للمذاهب ، فالمسلمون منذ وجدوا كان من عقيدتهم الاعتراف بالله عز وجل ووجوده وحدانيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وكل ذلك على نحو الإجمال ، وعندما اتسعت مجالات التفكير وانفتح العالم الإسلامي على أمم وثقافات متنوعة ، تبرعمت أسئلة وجدت أفكار فرجع

 

( 1 ) نظرية الإمامة ص 35 . ( * )

 

 

- ص 17 -

المسلمون إلى ما آمنوا به إجمالا يبينون مجمله ويفصلون مختصره ، فنشأ من إيمانهم بأن الله خالق كل شئ : النزاع بإعطاء السبب الطبيعي صفة الخلق وذلك يؤدي إلى تعدد الخالق كما تصوروا ، أم أن ذلك لا يقدح بانفراد الله تعالى بصفة الخالق : إذ أن لله تعالى جهة تأثير ليست من مقدورات المخلوقين وكل ما للمخلوقين إنما هو من جهة أخرى ولا يقدح ذلك في كون الله تعالى أحسن الخالقين ، وتبرعمت عن هذه المسألة مسألة خلق أفعال العباد وربط ذلك كله بالجبر والاختيار وهكذا .

ومثال آخر هو إيمان المسلمين منذ وجدوا بحجية ظواهر القرآن الكريم فنشأ من ذلك النزاع حول حجية ظواهر بعض الآيات لأن لازم ذلك نسبة من لا يصح إلى الله تعالى وذلك مثل قوله تعالى : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) * 22 / سورة القيامة ، حيث ذهب أهل السنة إلى جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة استنادا إلى ظاهر الآية ، بينما ذهب الإمامية إلى استحالة رؤيته تعالى لاستلزام الرؤية الجسمية وبالتالي التركيب فالحاجة فالحدوث وانتهاء كل ذلك إلى نفي الألوهية وقد أولوا النظر هنا بأنه انتظار الرحمة كما يقول شخص لآخر ينتظر منه الرحمة أنا أنظر إليك وإلى عطفك وذلك شائع في لغة العرب وحضارتهم والقرآن نزل بلغة العرب وسلك منهجهم في المحاورات ، هذا بالإضافة إلى أن الله تعالى نسب هنا النظر إلى الوجوه وهي ليست من أعضاء النظر من قبيل قوله تعالى : * ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) * 49 / يس .

ومثال آخر أذكره للتدليل على اتساع المضمون الإسلامي عما كان عليه في الصدر الأول فقد آمن المسلمون منذ وجدوا بأن الله تعالى لا يفعل العبث وجاءت ظواهر الآيات تؤيد ذلك فقد جاء في قوله تعالى : * ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ) * 2 / سورة الملك ، وجاء بقوله : * ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ) * 38 / الدخان ، فتنازع المسلمون بعد ذلك في أن أفعال الله تعالى هل هي معللة ولازم ذلك نسبة النقص إلى الله لأن كل فاعل للعلة إنما يحتاج لتلك العلة ، أم أن أفعاله تعالى غير معللة ولازم ذلك أن فعله

- ص 18 -

عبث تعالى الله عن ذلك ، فذهب أهل السنة إلى أن أفعاله غير معللة ، وذهب الإمامية إلى أنها معللة بدون حاجة منه تعالى للعلة وإنما يعود نفع العلة للعباد أنفسهم وبذلك يجمع بين الأمرين من كونه تعالى لا يفعل العبث ومن كونه غنيا عن الحاجة .

ومع جميع ما ذكرناه لا يقال إن المسلمين تطورت عقائدهم وزاد مضمون الإسلام عما كان عليه في الصدر الأول وإنما الذي حدث أن المسلمين توسعوا في شرح الأمور المجملة عندما اضطروا لذلك نتيجة تفاعلهم مع ثقافات مختلفة وأفكار متنوعة فالمسلم في صدر الإسلام والمسلم في أيامنا مصدر تشريعه الكتاب والسنة ولكنه فيما مضى أخذهما مجملين والآن احتاج إلى التفصيل لوجود دواعي وجدت ولم تكن موجودة في الصدر الأول فإذا كان التطور المنسوب إلى التشيع على هذا النحو الذي حدث في الإسلام نفسه فهو واقع بهذا المعنى لا نزاع في ذلك ، أما إذا كان استحداث آراء جديدة وبعيدة عن روح الإسلام فلا لأن كل ما يأباه الإسلام يأباه التشيع بالضرورة إن التطور الذي حدث في الإسلام على الشكل الذي ذكرناه لم يشكل قدحا في عقائد فرق المسلمين ، وإذا كان ما حدث في التشيع من تطور مثل ما حدث في الإسلام ككل فما له هنا يشكل قدحا في العقيدة ويثير شكوكا لا مبرر لها ؟

 3 - ومع التنزل وافتراض دخول عضو إضافي على جسم التشيع كما يريد أن يثبته البعض اعتباطا وهو منفي فإن مثل هذا الفرض يأباه الفكر الشيعي إذا كان مما لا يلتقي مع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله والخطوط الإسلامية العامة ، إن مثل هذا الفرض هو رأي يرد إلى نحر قائله فكل ما هو ليس من الإسلام فهو ليس من التشيع في شئ بداهة أن التشيع من عطاء فكر أهل البيت وهم عدل الكتاب وهم مثل سفينة نوح فعلى هذا يكون ما ينسب إلى التشيع من هذا القبيل إنما هو خلط بين التشيع والشيعة وكثير ممن ينعت بأنه من الشيعة يرفضه الهيكل الشيعي فيما له من حدود وهوما سنمر عليه ونذكر أدلته ، والشأن في ذلك شأن التفكير السني الذي ينفي عنه بعض المنتسبين إليه ممن ثبت انحرافهم عن خطوط الإسلام ولا يقدح وجود أمثالهم عند أهل السنة ، ولا ينتزع من وجود

- ص 19 -

أمثال هؤلاء حكم عام يعمم على أهل السنة .

وعلى أسوأ الفروض لو وجدت أفكار إضافية طارئة على جسم أي مذهب من المذاهب وزائدة على محتواه الأصلي كما هو الفرض ولكنها لا تشكل إنكار ضرورية من ضروريات الدين ولا ردة ولا انحرافا فإن أمثالها لا يبرر رمي من وجدت عنده بالمروق عن الدين والخروج عن الإسلام وربطهم باليهودية والنصرانية وأمثال ذلك من النسب التي لا يتفوه بها مسلم على أخيه وله ضمير وخلق مسلم يصدر في سلوكه عن تعاليم الإسلام .

فمتى كان القول بالوصاية مثلا وأن لكل نبي وصيا وأن الأوصياء يجب كونهم معصومين حتى يتحقق الغرض من نصبهم قادة للأمة والاعتقاد بأن المهدي حي وأمثال ذلك من العقائد موجبا للخروج من الدين ومدعاة لشن حملات شعواء كانت وما تزال يجترها الخلف عن السلف دون أن يتبين ما هي مصادرها ودون أن يحللها ويناقشها ، إن صرف هذه الطاقات في ميادين التهريج أقل ما يوصف به أنه عمل غير مسؤول بالإضافة إلى إمكان توجيه هذه الطاقات إلى ميادين إيجابية في الخلق والإبداع وفي جمع الشمل ولم الشعث وتنظيف الأجواء الإسلامية من الحقد والكراهية التي لا يفيد منها إلا أعداء الإسلام ، إن الذين يقفون وراء نعرات التشويش والفرقة قوم بعيدون عن روح الإسلام وجوهره وليسوا ببعيدين عن الشبهات خصوصا وأن أمثال هذه المواضيع يجب أن تبقى محصورة في نطاق العلماء فقط وأن لا تنزل إلى مستوى الأوساط من الناس فضلا عن العامة وذلك لأن للعلماء مناعة تبعدهم عن النظرة المرتجلة والنعرة الجاهلية كما هو المفروض إن المفاعلات الطائفية في تصوري أخطر على الإنسانية من المفاعلات النووية ، وحسب تاريخ المسلمين خلافات كانت وما تزال غصة في فم كل مؤمن بالله تعالى وبدينه وكل داع لرسالات السماء التي من أول أهدافها تأصيل الروح الإنسانية في كل أنماط السلوك عند البشر .

 

 

Aujourd'hui sont déjà 16 visiteurs (20 hits) Ici!

بسم الله الرحمن الرحيم

للهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستغفرك، ونستهديك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك.
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره.
اللهم لك الحمد أن يسرت لنا إتمام القرآن، والتوفيق للصيام والقيام.
اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة؛ حيث أنزلت علينا خير كتبك، وأرسلت إلينا أفضل رسلك، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك، وجعلتنا من خير أمة أخرجت للناس، وهديتنا لمعالم دينك الذي ليس به التباس.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم. اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى. اللهم اجعلنا لكتابك من التالين، ولك به من العاملين، وبالأعمال قائمين، وبالقسط قائمين، وبالأعمال مخلصين، وعن النار مزحزَحين، وفي الجنان مخلَّدين، وإلى حوض نبيك واردين، وإلى وجهك ناظرين، وعلى الصراط عابرين.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويؤمن بمتشابهه، ويعمل بمحكمه، ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأحزاننا ذهاباً، وعن النار مخلِّصاً، ومن الذنوب ممحصاً، وإلى الجنان قائدنا ودليلنا وسائقنا، يا رب العالمين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممن أسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند الثواب من الحائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين، فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم انا عبادك نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، اللهم فأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وكن لنا يا رب العالمين، واجعل القرآن شفيعاً لنا يا أرحم الراحمين.
لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق الأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم ما أنزلت في هذه الليلة من خير وبركه ورحمة فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب، وما أنزلت فيها من شر وبلاء وفتنة فاصرفه عنا وعن المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت أحق من عُبد، وأحق من ذُكر، وأرأف من مَلَكَ، وأجود من سُئل، وأوسع من أعطَى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تُعصى إلا بعلمك، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حُلْت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآجال، القلوب لك مفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، وأنت الله لا إله إلا أنت، نسألك يا ألله بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا، يا حي يا قيوم، نسألك يا ألله أن تجيرنا من النار. اللهم أجرنا من النار. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، واعتقنا فيه من نيرانك، وأجرنا فيه من عقوبتك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنه ليس لنا رب سواك نرجوه، لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأسمائك الحسنى أن تختم لنا شهر رمضان برضوانك وبمغفرتك، يا أرحم الراحمين . اللهم اغفر لنا جميع ما مضى من ذنوبنا، واعصمنا فيما بقي، وارزقنا عملاً صالحا ترضى به عنا. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. اللهم إن ذنوبنا عظيمة؛ ولكن رحمتك أوسع، ومغفرتك أرجى، فاغفر لنا وارحمنا، يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا.
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أعمالنا طرفة عين. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك ورزقك.
اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أعمالنا، وأعمارنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأوقاتنا، وأموالنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، ونعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر، نسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم إنا نسألك مرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة جنة الخلد ياارحم الراحمين.
اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك مخبتين، لك أواهين منيبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا. اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسننا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
اللهم فارج الهم.. كاشف الغم.. مجيب دعوة المضطرين.. رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، يا رب العالمين
اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره، ونسألك الدرجات العلا من الجنة، يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر،
اللهم آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةَ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةَ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم إنا نسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح. اللهم إنا نسألك عيش السعداء، ومنازل الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكِّرنا منه ما نُسِّينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الإسلام والمسلمين. اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين. اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان، يا رب العالمين اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، واجمع كلمتهم، وسدد سهامهم، ووفقهم يا رب العالمين، وارزقهم النصر عاجلاً غير آجل، يا قوي يا متين.
اللهم واجعل دائرة السوء على أعداءالمسلمين يا رب العالمين اللهم فرق جمع أعدائهم، وشتت شملهم، واجعل الدائرة عليهم. اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، يا قوي يا متين، يا جبار السموات والأرض.
لا إله إلا الله! ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى. اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وألبس عليه ثوب الصحة والعافية، يا أرحم الراحمين! ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، يا رب العالمين.
اللهم فك أسر المسجد الأقصى من رجس الكافرين، ورده إلى ديار المسلمين عاجلاً غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَا
عريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، من قبيلة قريش العربية، التي كانت تسكن في مكة، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولد النبي صلى الله عليه وسلم بـمكة، وقد مات أبوه قبل أن يولد، ثم ماتت أمه وهو طفلٌ صغير فكفله جده، ثم مات جده فكفله عمه أبو طالب. في مطلع حياة هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً فاضلاً محسناً إلى الناس، حريصاً على إيصال الخير إليهم، وكان لا يشارك أهل الجاهلية في الأعمال السيئة التي يقومون بها، من الرقص والغناء، وشرب الخمر والفساد وغير ذلك، فكان لا يشارك في هذه الأعمال ولا يقر بها، ثم بدأ هذا النبي صلى الله عليه وسلم، يخرج إلى جبلٍ قريب من مكة، فيقيم فيه يتعبد ويصلي ويذكر الله عز وجل فترةً طويلة، ثم نـزل عليه الوحي وهو في هذا الجبل، في هذا الغار الذي هو غار حراء، فجاءه الملك من عند الله عز وجل، على غير انتظار منه صلى الله عليه وسلم، ففوجئ بنـزول الملك عليه، فقال له الملك: اقرأ.. اقرأ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب لحكمةٍ يعلمها الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ما أنا بقارئ -أي لا أحسن القراءة- فضغطه الملك، ثم أرسله وقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فضغطه الملك مرة ثانية، حتى بلغ منه الجهد، ثم قال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ -أي لا أحسن القراءة- في المرة الثالثة قال له: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5]، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات إلى زوجته خديجة، وهو يرتجف من الخوف ويقول: دثروني دثروني -أي غطوني غطوني- فضمته خديجة إليها، وقالت له: أبشر يا ابن أخي، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتقرئ الضيف وتعين على نوائب الحق، وتحمل الكَلّ، ثم ذهبت به إلى رجلٍ نصراني في مكة، اسمه ورقة بن نوفل، فأخبره بما رأى، وقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم الخوف من ذلك، فقال له: ورقة بن نوفل: هذا هو الناموس الذي أنـزل على موسى عليه السلام، هذا جبريل وأنت نبي، ويا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فإنني حينئذٍ أنصرك نصراً مؤزراً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وهل سيخرجني قومي من بلدي؟! قال: نعم، ما جاء رجلٌ بمثل ما جئت به إلا عودي وحورب، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً }. وهكذا بدأ يتنـزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فشيئاً حتى مكث بـمكة ثلاث عشرة سنة، وهو يدعو إلى الله، ويلقى منهم الأذى والصد والتكذيب والسخرية والعناد، حتى أن منهم من يأتي إليه وهو ساجد فيضع القذر على ظهره، ومنهم من يبصق في وجهه، ومنهم من يضع التراب على رأسه، ومنهم من يؤذيه بألوان الأذى، وهو يقابل ذلك كله بالصبر؛ حتى أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر بعد ثلاث عشرة سنة من بعثته صلى الله عليه وسلم، واستقبله المؤمنون هناك، ومكث في المدينة عشر سنوات يدعو إلى الله عز وجل، فآمن به أهل المدينة إلا اليهود والمنافقين، وبدأ الإسلام ينتشر في أنحاء الجزيرة العربية، ثم بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يواجه الكفار والمشركين، الذين آذوه وحاربوه، بالقتال والحرب، حتى يتمكن الناس من معرفة الحق من الباطل، وقبول الدين بدون أن يكون هناك أحد يمنعهم من ذلك، أو يضغط عليهم بتركه، فقاتل المشركين في معارك كثيرة، منها: معركة بدر، ومنها: معركة أحد، ومنها: معركة الخندق أو الأحزاب، ومنها معركة فتح مكة وغير ذلك من المعارك، وكان النصر حليفه في معظم هذه المعارك، بل في جميع هذه المعارك إلا في معركة أحد، حيث خالف أصحابه أمره، فأصابهم الله عز وجل بالهزيمة، تربيةً لهم على طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما مات أو قبل أن يموت صلى الله عليه وسلم دانت الجزيرة العربية كلها للإسلام، بل وبدأ الإسلام ينتشر خارج أصقاع الجزيرة العربية، وواصل أصحابه من بعده حركة الدعوة إلى الله والفتوح، حتى خضعت لهم معظم أنحاء المعمورة في ذلك العصر، والملاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يطلب في ذلك كله شيئاً لنفسه، بل كان رجلاً متواضعاً بعيداً عن التكلف والكبرياء، متواضعاً سهلاً قريباً من الإنسان، لمّا رآه عبد الله بن سلام -وهو يهودي- قال: لما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وجاءه يوماً أعرابي، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ارتعد من التوقير والإجلال للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: { هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بـمكة}. وكان يمازح أصحابه ويحادثهم، ويكره كل مظاهر التكبر والغرور والغطرسة، وما ادعى لنفسه شيئاً ليس له، بل إننا نجد في القرآن الكريم، أن الله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ) [الأنعام:50] وإلى غير ذلك من الآيات قال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) [الكهف:110] فالرسول صلى الله عليه وسلم كان بشراً رسولاً، يدعو الناس إلى ربهم، وكان يعطي الناس ولا يأخذ منهم، وكان كثير الإحسان إلى الناس والصدقة، يتصدق على الواحد منهم بمائة بعير مثلاً، أو بوادٍ من الغنم، أو بمبلغ كبير من الذهب أو من الفضة، ولا يرى في ذلك شيئاً على الإطلاق، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند رجلٍ يهودي، مرهونة بدين عند هذا اليهودي. فهذا النبي الذي اختاره الله تبارك وتعالى نبياً ليس للعرب، بل للبشرية كلها منذ بعث، وإلى قيام الساعة، ولا يمكن أن يدخل الجنة أي إنسان لم يؤمن بهذا النبي بعد بعثته صلى الله عليه وسلم. . Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement