تعريف بالجزائر: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، دولة عربية تقوم على ثوابت وطنية هي الإسلام والعروبة والأمازيغية والأرض والتاريخ الطويل والثقافة المشتركة التي تجمع الأمة الجزائرية. - تلقب الجزائر ببلد المليون ونصف المليون شهيد، نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني المجيدة المسقية بدمائهم الطاهرة، والتي دامت سبع سنوات ونصف، وتلقب تاريخيا بأرض الاسلام نظر لتعلق شعبها بالإسلام وإنطلاق الفتوحات الإسلامية منها نحو إفريقيا والأندلس. اللغة: العربية والأمازيغية كلغات وطنية، واللغة العربية كلغة رسمية. الدين: الإسلام. عدد السكان يقارب 38 ونصف مليون نسمة.
     Contact
     Page sd'accueilBoboussemghounussemghggoلاubbhhhbbnbbbffd
     كوكب الارض
     Livre d'or
     photo1 صور
     الكومبيوتر
     القنبلة الهدروجينية
     ستيف هوكينج stephen hawking
     ما هى الماسونية و اسرارها
     ما معنى الانترنت
     الفرق بين النجم و الكوكب و القمر
     ما هو الجيل الثالث للهاتف النقال
     البرت اينشتاين
     ابى الطيب المتنبى
     الشيعة
     البهائية تاريخها و افكارها
     العشر المبشرون بالجنة
     الكعبة و اطوالها
     كوكب المريخ
     oil shale الزيت الصخرى
     أطلانطس
     البرت اينشتين والنظرية النسبية
     تعريف اليورانيوم
     ما معنى المجرة
     مصدر الحديد
     الامم المتحدة
     خط غرينيتش
     photo2
     فوائد الرمان


بوسمغون هي إحدى دوائر ولاية البيض التي تحمل الرقم 32 في ترتيب ولايات الجزائر وهذا منذ التقسيم الاداري للجزائر سنة 1985.تحدها شمالاً بلدية الشلالة ، من الشمال الشرقي بلدية المحرة ، من الجنوب الشرقي بلدية الأبيض سيدي الشيخ ، من الجنوب بلدية البنود و من الغرب بلدية عسلة التابعة لولاية النعامة .تضم هذه الدائرة بلدية واحدة هي بلدية بوسمغون ، و هي تبعد بنحو 20 كلم تقريباً عن الطريق الوطني رقم 47 الرابط بين الطريق الوطني رقم 6 و الطريق الوطني رقم 6A.أما مساحتها فتقدر بحوالي 500 كلم2. جغرافياً تقع بوسمغون في غرب الهضاب العليا للجزائر و هي تقع وسط جبال القصور التي هي جزء من سلسلة الأطلس الصحراوي الممتدة من المغرب الأقصى إلى تونس مروراً بالأراضي الجزائرية.هذه الجبال تتميز داخل الجزائر بارتفاعها المتوسط الذي يتراوح بين 2500 و 3500 م فوق سطح البحر.ترتفع أراضي بوسمغون بـ 1199 م فوق سطح البحر و هذا ما جعلها تنتمي إلى أراضي الهضاب العليا المحصورة بين سلسلتي الأطلس التلي و الأطلس الصحراوي.تحاصر بوسمغون كتل جبلية من كل الجهات تقريباً و أبرزها جبل تامَدَّة من الشرق و جبل تانوت من الغرب مما أثر في طبيعتها و مناخها معاً. و أما فلكياً فهي تقع تقريباً عند تقاطع خط غرينتش و درجته 00 و دائرة العرض 032.هذا الموقع الفلكي جعل مناخ بوسمغون مناخاً انتقالياً بين المناخين الصحراوي و المتوسطي، فهو من جهة حار جاف في الصيف و عكس ذلك في الشتاء حيث هو أكثر رطوبة و أمطاراً ، و بسبب ارتفاع السطح فالجو عادة ما يكون بارداً جداً في الكثير من أيام الشتاء. في ما يخص الطبيعة تمتاز أراضي بوسمغون بكونها أراضٍ رعوية كغيرها من أراضي الهضاب العليا في الجزائر نتيجة نمو الأعشاب و الحشائش التي هي الغذاء الطبيعي و المفضل للأغنام ، الأمر الذي جعل تربية الأغنام إلى جانب الزراعة المعيشية النشاطين الاقتصاديين الأولين لمعمِّري المنطقة.لقد عرف الغطاء النباتي الطبيعي في بلدية بوسمغون تدهوراً كبيراً في السنوات العشرين الأخيرة بسبب زحف الرمال ، الجفاف و الرعي الفوضوي و لا توجد أية إشارات ايجابية حول عودة الغطاء النباتي إلى سابق عهده نتيجة استفحال ظاهرة التصحر و غياب آليات المراقبة الصارمة لعمليات الرعي و الرعاة. بمحاذاة البلدة من الجهة الغربية يمر وادي موسمي الجريان سمح بقيام واحة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسكان و شكلت نمط عيشهم و كانت إحدى العوامل الرئيسية التي ساعدتهم على الاستقرار.تضم هذه الواحة مساحات واسعة نوعاً ما من الأراضي الصالحة للزراعة سمحت لأهل البلدة بممارسة الزراعة منذ فترة بعيدة و ذلك لتوفير كل حاجياتهم الغذائية.تنبت في أراضي الواحة أنواع مختلفة من الخضر و الفواكه نذكر منها الرُّمان ذو الجودة العالية و التمور ذات الذوق الرفيع و هما اللذان صنعا شهرة بوسمغون (من أجل تفاصيل أكثر حول الواحة راجع صفحة " الواحة و الزراعة " في الموقع). بلغ عدد سكان بوسمغون 3908 نسمة حسب الاحصائيات الرسمية في أبريل 2008 ، أغلبهم من البربر و هم السكان الأصليون ، و الباقي ينتمون إلى قبائل عربية مختلفة من البدو الرحل بدأوا شيئاً فشيئاً بالانتقال إلى البلدة و البلديات المجاورة لأسباب مختلفة.يتكلم السكان البربر اللغة البربرية أو الأمازيغية التي بقيت راسخة فيها إلى يومنا هذا رغم التأثير العربي الكبير الذي جعل اللغة البربرية تندثر تقريباً في البلديات الأخرى المجاورة لها مثل بلديات الشلالة ، عسلة ، مغرار ، تيوت و سفيسيفة...منقول


العلم و المعرفة - ابى الطيب المتنبى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حياة الشاعر الكبير : أبو الطيب المتنبي

مقدمه:

أبو الطيب المتنبي، أبو الطيب المتنبي شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم اول اشعاره و عمره 9 سنوات و كانت في مدح الوالي سالم شبلي الذي كان والي مصر. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.

اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ولد سنة 303 هـ الموافق 915 م بـ الكوفة في محلة تسمي كندة (وهم ملوك يمنيون) التي انتسب إليها وقضى طفولته فيها (304-308 هـ الموافق 916-920م). قتله فاتك بن أبي جهل الأسدي غربي بغداد سنة 354 هـ الموافق 965 م.


نشأته و تعليمه:

نشأ بـ الشام ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه خارجاً ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الكوفة وبغداد. غير أنه لم يمكث فيها إلا سنة، ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام التقي القبائل والأمراء، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو والأمراء والأدباء.




قصة اللقب:

يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه.
دس خصومه في نسبه الدسائس، و قويت الآراء المتناقضة في نسبه الأمر الذي جعله لم يشر إلى أبيه في شعره أبداً. و الغالب أن طفولته كانت تتميز بالحرمان ، و بالتنقل في العراق و الشام حيث كانت الفتن تمور.

بالنسبة للقبه فتوجد عدت روايات ومنها:
· أنه إدعى النبوة في بداية شبابه، في بادية السماوة، و لئن كان قد جوزي على ادعائه بالسجن بأمر من والي حمص ونائب الإخشيد الذي كان اسمه لؤلؤ. كان السجن علامة واضحة في حياته وجداراً سميكاً اصطدمت به آماله وطموحاته، فأخذ بعد خروجه منه منهك القوى يبحث عن فارس قوى يتخذ منه مساعداً لتحقيق طموحاته. 
· يرى أبو العلاء المعري في كتابه معجز أحمد أن المتنبي لقب بهذا من النبوه، و هي المكان المرتفع من الأرض، كناية عن رفعته في الشعر. لا عن إدعائه النبوه. 
· نسب الى ابو سالم بن شبلي الرقايقي (جبرين)




المتنبي وسيف الدولة الحمداني:

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، وعن طريقه اتصل بسيف الدولة بن حمدان، صاحب حلب، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ 

ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة .
ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة عربية يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله:

من تغلب الغالبين الناس منصبه *** ومن عدّي أعادي الجبن والبخل 

خيبة الأمل وجرح الكبرياء
أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة ، فلم ينتصف له سيف الدولة ، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات في بلاط سيف الدولة جفاه الأخير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك . إنكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي وغادره إلى مصر.
فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلباً، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة من مصر حتى كادت الصلة تعود بينهما. و طعن في هذه الرواية كثيرون لأسباب متعددة .


المتنبي و كافور الإخشيدي:

الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مصر وفي قلبه غضب كثير، وكأنه يضع خطة لفراقها ثم الرجوع إليها كأمير عاملاً حاكماً لولاية يضاهي بها سيف الدولة، ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) الذي يمتد بعض نفوذه إلى ولايات بلاد الشام. و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:

كفى بك داء أن ترى الموت شافياً *** وحسب المنايا أن يكن أمانيا 

و كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:

لا تشتري العبد إلا والعصاة معه *** إن العبيد لأنجــاس مناكــيد 
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم *** إلا وفي يده من نتنها عود و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:

عيد بأية حال عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.




مقتله:

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:

ما أَنصفَ القومُ ضبّه *** وأمّــــــــه الطُــرطُــبَّـــه فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محسد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي ، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وإبنه وغلامه بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.


شعره وخصائصه الفنية:

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.

أغراضه الشعرية
المدح
اشتهر بالميدح، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني وكافور الإخشيدي، ومدائحه في الأول تبلغ ثلث شعره، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:

وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم 
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم 
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم 
الوصف
أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :

لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان 
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني 
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان الفخر
لم ينسى المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره.

وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا 
الهجاء
لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:

أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول 
لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل 
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل 
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. وقال يرثى جدته:

أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها *** وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا 
بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما 
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا 
حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني *** أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا الحكمة
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:

ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى 
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ويلاقي الهـوانا 
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا 
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العجز أن تكون جبانا 

منزلته الشعرية
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.



المتنبي والنامي:

النامي كان قامة شعرية شامخة في بلاط سيف الدولة، ولم تكن منزلته لدى أمير حلب أقل من منزلة المتنبي. لكن الأيام طمست اسمه وضاعت روائع آثاره. ذكر ابن فورَّجة في "التجني على ابن جني" قال: "إن المتنبي كان على كثرة شعراء سيف الدولة لا يتَّّقي منهم غير أبي العباس أحمد بن محمد المصِّيصي المعروف بالنامي".

 

Aujourd'hui sont déjà 3 visiteurs (4 hits) Ici!

بسم الله الرحمن الرحيم

للهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستغفرك، ونستهديك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك.
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره.
اللهم لك الحمد أن يسرت لنا إتمام القرآن، والتوفيق للصيام والقيام.
اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة؛ حيث أنزلت علينا خير كتبك، وأرسلت إلينا أفضل رسلك، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك، وجعلتنا من خير أمة أخرجت للناس، وهديتنا لمعالم دينك الذي ليس به التباس.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم. اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى. اللهم اجعلنا لكتابك من التالين، ولك به من العاملين، وبالأعمال قائمين، وبالقسط قائمين، وبالأعمال مخلصين، وعن النار مزحزَحين، وفي الجنان مخلَّدين، وإلى حوض نبيك واردين، وإلى وجهك ناظرين، وعلى الصراط عابرين.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويؤمن بمتشابهه، ويعمل بمحكمه، ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأحزاننا ذهاباً، وعن النار مخلِّصاً، ومن الذنوب ممحصاً، وإلى الجنان قائدنا ودليلنا وسائقنا، يا رب العالمين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممن أسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند الثواب من الحائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين، فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم انا عبادك نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، اللهم فأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وكن لنا يا رب العالمين، واجعل القرآن شفيعاً لنا يا أرحم الراحمين.
لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق الأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم ما أنزلت في هذه الليلة من خير وبركه ورحمة فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب، وما أنزلت فيها من شر وبلاء وفتنة فاصرفه عنا وعن المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت أحق من عُبد، وأحق من ذُكر، وأرأف من مَلَكَ، وأجود من سُئل، وأوسع من أعطَى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تُعصى إلا بعلمك، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حُلْت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآجال، القلوب لك مفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، وأنت الله لا إله إلا أنت، نسألك يا ألله بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا، يا حي يا قيوم، نسألك يا ألله أن تجيرنا من النار. اللهم أجرنا من النار. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، واعتقنا فيه من نيرانك، وأجرنا فيه من عقوبتك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنه ليس لنا رب سواك نرجوه، لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأسمائك الحسنى أن تختم لنا شهر رمضان برضوانك وبمغفرتك، يا أرحم الراحمين . اللهم اغفر لنا جميع ما مضى من ذنوبنا، واعصمنا فيما بقي، وارزقنا عملاً صالحا ترضى به عنا. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. اللهم إن ذنوبنا عظيمة؛ ولكن رحمتك أوسع، ومغفرتك أرجى، فاغفر لنا وارحمنا، يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا.
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أعمالنا طرفة عين. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك ورزقك.
اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أعمالنا، وأعمارنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأوقاتنا، وأموالنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، ونعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر، نسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم إنا نسألك مرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة جنة الخلد ياارحم الراحمين.
اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك مخبتين، لك أواهين منيبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا. اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسننا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
اللهم فارج الهم.. كاشف الغم.. مجيب دعوة المضطرين.. رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، يا رب العالمين
اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره، ونسألك الدرجات العلا من الجنة، يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر،
اللهم آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةَ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةَ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم إنا نسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح. اللهم إنا نسألك عيش السعداء، ومنازل الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكِّرنا منه ما نُسِّينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الإسلام والمسلمين. اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين. اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان، يا رب العالمين اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، واجمع كلمتهم، وسدد سهامهم، ووفقهم يا رب العالمين، وارزقهم النصر عاجلاً غير آجل، يا قوي يا متين.
اللهم واجعل دائرة السوء على أعداءالمسلمين يا رب العالمين اللهم فرق جمع أعدائهم، وشتت شملهم، واجعل الدائرة عليهم. اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، يا قوي يا متين، يا جبار السموات والأرض.
لا إله إلا الله! ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] .
اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى. اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وألبس عليه ثوب الصحة والعافية، يا أرحم الراحمين! ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، يا رب العالمين.
اللهم فك أسر المسجد الأقصى من رجس الكافرين، ورده إلى ديار المسلمين عاجلاً غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَا
عريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، من قبيلة قريش العربية، التي كانت تسكن في مكة، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولد النبي صلى الله عليه وسلم بـمكة، وقد مات أبوه قبل أن يولد، ثم ماتت أمه وهو طفلٌ صغير فكفله جده، ثم مات جده فكفله عمه أبو طالب. في مطلع حياة هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً فاضلاً محسناً إلى الناس، حريصاً على إيصال الخير إليهم، وكان لا يشارك أهل الجاهلية في الأعمال السيئة التي يقومون بها، من الرقص والغناء، وشرب الخمر والفساد وغير ذلك، فكان لا يشارك في هذه الأعمال ولا يقر بها، ثم بدأ هذا النبي صلى الله عليه وسلم، يخرج إلى جبلٍ قريب من مكة، فيقيم فيه يتعبد ويصلي ويذكر الله عز وجل فترةً طويلة، ثم نـزل عليه الوحي وهو في هذا الجبل، في هذا الغار الذي هو غار حراء، فجاءه الملك من عند الله عز وجل، على غير انتظار منه صلى الله عليه وسلم، ففوجئ بنـزول الملك عليه، فقال له الملك: اقرأ.. اقرأ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب لحكمةٍ يعلمها الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ما أنا بقارئ -أي لا أحسن القراءة- فضغطه الملك، ثم أرسله وقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فضغطه الملك مرة ثانية، حتى بلغ منه الجهد، ثم قال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ -أي لا أحسن القراءة- في المرة الثالثة قال له: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5]، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات إلى زوجته خديجة، وهو يرتجف من الخوف ويقول: دثروني دثروني -أي غطوني غطوني- فضمته خديجة إليها، وقالت له: أبشر يا ابن أخي، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتقرئ الضيف وتعين على نوائب الحق، وتحمل الكَلّ، ثم ذهبت به إلى رجلٍ نصراني في مكة، اسمه ورقة بن نوفل، فأخبره بما رأى، وقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم الخوف من ذلك، فقال له: ورقة بن نوفل: هذا هو الناموس الذي أنـزل على موسى عليه السلام، هذا جبريل وأنت نبي، ويا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فإنني حينئذٍ أنصرك نصراً مؤزراً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وهل سيخرجني قومي من بلدي؟! قال: نعم، ما جاء رجلٌ بمثل ما جئت به إلا عودي وحورب، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً }. وهكذا بدأ يتنـزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فشيئاً حتى مكث بـمكة ثلاث عشرة سنة، وهو يدعو إلى الله، ويلقى منهم الأذى والصد والتكذيب والسخرية والعناد، حتى أن منهم من يأتي إليه وهو ساجد فيضع القذر على ظهره، ومنهم من يبصق في وجهه، ومنهم من يضع التراب على رأسه، ومنهم من يؤذيه بألوان الأذى، وهو يقابل ذلك كله بالصبر؛ حتى أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر بعد ثلاث عشرة سنة من بعثته صلى الله عليه وسلم، واستقبله المؤمنون هناك، ومكث في المدينة عشر سنوات يدعو إلى الله عز وجل، فآمن به أهل المدينة إلا اليهود والمنافقين، وبدأ الإسلام ينتشر في أنحاء الجزيرة العربية، ثم بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يواجه الكفار والمشركين، الذين آذوه وحاربوه، بالقتال والحرب، حتى يتمكن الناس من معرفة الحق من الباطل، وقبول الدين بدون أن يكون هناك أحد يمنعهم من ذلك، أو يضغط عليهم بتركه، فقاتل المشركين في معارك كثيرة، منها: معركة بدر، ومنها: معركة أحد، ومنها: معركة الخندق أو الأحزاب، ومنها معركة فتح مكة وغير ذلك من المعارك، وكان النصر حليفه في معظم هذه المعارك، بل في جميع هذه المعارك إلا في معركة أحد، حيث خالف أصحابه أمره، فأصابهم الله عز وجل بالهزيمة، تربيةً لهم على طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما مات أو قبل أن يموت صلى الله عليه وسلم دانت الجزيرة العربية كلها للإسلام، بل وبدأ الإسلام ينتشر خارج أصقاع الجزيرة العربية، وواصل أصحابه من بعده حركة الدعوة إلى الله والفتوح، حتى خضعت لهم معظم أنحاء المعمورة في ذلك العصر، والملاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يطلب في ذلك كله شيئاً لنفسه، بل كان رجلاً متواضعاً بعيداً عن التكلف والكبرياء، متواضعاً سهلاً قريباً من الإنسان، لمّا رآه عبد الله بن سلام -وهو يهودي- قال: لما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وجاءه يوماً أعرابي، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ارتعد من التوقير والإجلال للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: { هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بـمكة}. وكان يمازح أصحابه ويحادثهم، ويكره كل مظاهر التكبر والغرور والغطرسة، وما ادعى لنفسه شيئاً ليس له، بل إننا نجد في القرآن الكريم، أن الله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ) [الأنعام:50] وإلى غير ذلك من الآيات قال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) [الكهف:110] فالرسول صلى الله عليه وسلم كان بشراً رسولاً، يدعو الناس إلى ربهم، وكان يعطي الناس ولا يأخذ منهم، وكان كثير الإحسان إلى الناس والصدقة، يتصدق على الواحد منهم بمائة بعير مثلاً، أو بوادٍ من الغنم، أو بمبلغ كبير من الذهب أو من الفضة، ولا يرى في ذلك شيئاً على الإطلاق، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند رجلٍ يهودي، مرهونة بدين عند هذا اليهودي. فهذا النبي الذي اختاره الله تبارك وتعالى نبياً ليس للعرب، بل للبشرية كلها منذ بعث، وإلى قيام الساعة، ولا يمكن أن يدخل الجنة أي إنسان لم يؤمن بهذا النبي بعد بعثته صلى الله عليه وسلم. . Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement